لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الدعوية » الدعوة والتجديد

08 - جماد أول - 1433 هـ:: 31 - مارس - 2012

أعشقها بجنون وتركتها خوفا من الله .. لأني أريد أن أتوب!

السائلة:khaled y a

الإستشارة:عبدالله أحمد أبوبكر باجعمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إخواني أسعفوني
يا إخوان والله لا أعرف ماذا بي بالضبط هل هي عين وسحر أم غباء وجهل أو عدم يقين لا أعرف حالتي صعبة وكارهة لنفسي لأبعد الحدود.!
يا إخوان والله إني أحب الله وأريد أن أتوب توبة نصوحة ولا أعرف ماذا يجري لي؟
كانت لي علاقة مع بنت عشقتها عشقا بجنون وتركتها خوفاً من الله.
حاليا لا أسمع أغاني ولا أرى أفلاما وأغض البصر عن كل شيء حتى المسلسلات وأصلي.
لكن يا ناس لا أعرف ماذا بي كلما تركتها أرجع وأتصل وأتكلم معها بطريقة شهوانية بالهاتف وأعلم أن الله غضبه شديد لكن ما أعرف.
أريد أن أتوب إلى الله أريد أن أطهر نفسي من الذنوب لا حول ولا قوة إلا بالله حتى دراستي لا أستطيع أن أدرسها أصبحت حياتي كلها تعاسة بتعاسة لا شيء بحياتي له طعم ولا أستطيع أن أتزوج الآن ظروفي صعبة ولا تسمح لي.
لا أعلم ماذا أفعل؟ هل أنا مجنون أم ماذا؟ لا أعلم هل أنا عاشق وأحبها أم هذه وسوسة أو دناءة نفس والله إني أعلم أني أغضب الله على ماذا أفعل؟ هل أنا مريض نفسي؟
أريد أن أفهم نفسي والله، هل أنا مجنون بي خلل لا أعلم ما بي ساعدوني.
لا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله..
أخي الكريم خالد
أشكر لك ثقتك بموقع لها أون لاين وأسأل الله أن أوفق بالرد عليك الرد الجميل والمفيد والمقنع لك.
أخي الكريم ما فعلته هو عين الصواب وهو سبيل الهداية والتقرب إلى الله، وذلك بتركك المحرمات ومحاسبة نفسك وتكرارك للتوبة، فأنت الآن على خير واستمر فإن ما ينغص على الشيطان هو استمرارك في طريق التوبة لذا سوف يزيد في إغواءه بإغرائك وهذه المجاهدة التي تعيشها والصراع الذي تتألم منه هو صراع بين الحق الذي معك والباطل بين الخير الذي فيك والشر الذي يحاول أن يدخله الشيطان عليك ويثبته في نفسك فبالمجاهدة والمصابرة تحصل الثمرة فاستمر يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أخي لقد انغرست الشهوة في النفس وكان ساقيها الشيطان وبمرور الزمن زاد تجذرها لذا لن تنقشع في فترة وجيزة ولابد لها من مدة من المجاهدة والمصابرة والبعد حتى تزول ويصف ابن القيم رحمه الله النفس بأنها كالفرس، إن وجدت خيَّالاً ماهراً مشت واستسلمت وأذعنت، وإن وجدت خيَّالاً عاثراً ولا يعرف ، رَفَسَتْه ، وأسقطته ، وداست على بطنه ومشت عليه.
أخي الحبيب إن المؤمن الصابر على البلاء والشهوة ليس كالمؤمن الذي لا يشعر بها صحيح أن الآخر وقى نفسه ولم يدخلها في مهاوي الشهوات لكن الأول يتألم بمفارقته للشهوة لأنه عاشها فهو يؤجر بالتوبة ويؤجر بمجاهدته لنفسه ويؤجر بصبره .
وتذكر أخي حديث رسول الله عندما وصف من يستظل تحت ظل عرشه فقال ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله .
أخي الكريم أشغل نفسك بالطاعة وذلك بصحبة الأخيار والتحصن بالأذكار والدعاء آناء الليل وأطراف النهار، وأشغل نفسك بحفظ كتاب الله، وثق بالله فما أنت فيه خير مما كنت عليه والمستقبل خير مع الاستمرار إن شاء الله فكما قال الله تعالى في الحديث القدسي (ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة). فكل ما ستقدمه ستجد نتيجته دنياً أو آخرة، تفاءل واسعد بنفسك وبنجاحك واستمر في التوبة وكلما ضعفت نفسك للمعصية قاومها واستغفر وتب وفي الأثر إن الله لا يمل حتى تملوا، حاول دائما عندما تأتيك الخواطر أن لا تبحر فتغرق في التفكير وتتمكن منك الشهوة بل انصرف وانشغل وابتعد عن المكان الذي كنت فيه وأكرر عليك أخي فخير شيء تفعله صحبة الأخيار وكثر الدعاء والاستغفار، والله لن يخيبك أبداً.
بهذا أظن أنك ستتحسن في نفسك وفي دراستك في حياتك جميعها.
ثم أخي الكريم إن كنت لا تستطيع الزواج فاتبع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ) رواه البخاري ومسلم
وتذكر أخي الحبيب بأن قوة عزيمتك على الزواج ورجوعك لله وسؤالك الله بأن يعينك على الزواج ستوفق بإذن الله عليه من حيث لا تحتسب، فإن الله قد وعد وألزم نفسه بحق أن يعين من أراد الزواج فقال صلى الله عليه وسلم (ثلاثة حق على الله عونهم: المكاتب يريد الأداء، والمتزوج يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله)
أسأل الله العظيم أن يفرج همك ويثيبك على صبر ويجزل على المثوبة ويسعدك في الدنيا والآخرة.