لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » مشكلات زوجية-الأسباب الداخلية » الزوجان والقضايا المالية

27 - ذو القعدة - 1432 هـ:: 25 - اكتوبر - 2011

هل أبقى أنا وزوجي عند أهلي .. أم نعود لنستقل في بلدنا !

السائلة:عائشة م م

الإستشارة:عاتكة بنت محمد العبيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مصرية مقيمة في الكويت بعد أن تزوجت جاء زوجي من القاهرة للبحث عن عمل في الكويت لإيجاد مستوى معيشي أعلى وللبقاء قريبة من أهلي الذين يقيمون أصلا في الكويت مع العلم أن زوجي كان لديه وظيفة جيدة في مصر ودخلها المادي كان متوسطا وفي نمو بطيء.
ولكن بقينا 6 أشهر مقيمين عند بيت أهلي وحتى الآن والوضع مزعج لهم ولنا ( ولكنهم مرحبين جدا بإقامتنا معهم وليس لديهم أي مانع في الإقامة معهم مدى الحياة) ولكني أنا ولا زوجي نريد أن نكون عبئا عليهم بعد أن كانت لنا شقة ملك لنا في القاهرة.
وهو لم يجد فرصة مناسبة ولكن وجد وظيفة بمرتب ضعيف ولا زال البحث مستمرا.
فقررنا الرجوع إلى القاهرة حيث إنه كان يملك وظيفة محترمة ودخلها متوسطا ومبشرا بإذن الله في زيادة في الدخل ولكن بطيئة إلى حد ما. مع العلم أن زوجي نفسيا سيكون مرتاحا أكثر في القاهرة عن الكويت.
ولكن أمي وأبي كان لهم رأي أن راتبي وراتب زوجي الضعيف في الكويت أحسن من رجوعنا إلى القاهرة إلى مستقبل غامض بعيدا عنهم. وانتظارنا لفرصة جيدة ماديا لزوجي ثم الانتقال إلى شقة بمفردنا في الكويت بدلا من ترك الكويت والرجوع إلى القاهرة.
أنا فعلا نفسيا محتارة ومشتتة جدا ومهمومة وكذلك زوجي فهو نفسيا من سيء لأسوأ.
أشيروا علينا رجاءا الاستمرار في الكويت في هذا الوضع الغريب أم الرجوع إلى القاهرة والتنازل عن الوضع المادي الأحسن.؟

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله يا أخية ..
أشكرك على ثقتك بموقع لها أون لاين.
وأسأل الله سبحانه أن يرزقك ويوفقك في حياتك، إنه سميع مجيب الدعاء.
أختي الفاضلة :
أتفهم ما تشعرين به وأشكرك على اهتمامك بحل هذه المشكلة، فالمرأة العاقلة هي التي تبحث عن حل للمشكلة لا أن تعظمها.
أخيتي:
أسأل الله أن يبارك لكم في رزقكم، فإن فائدة الأرزاق في بركتها، ولا تنال البركة إلا بالإيمان والتقوى، فإن أهل الكفر ينتجون ويعملون ولكن لا بركة في إنتاجهم وعملهم قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}.
ومن هنا يتجلى لنا أن أول ما يجلب الخير والبركات هو الإيمان والتقوى، وكذلك التوجه إلى الله عز وجل وكثرة الاستغفار؛ لأن الله سبحانه يقول: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}.
أختي الفاضلة:
تبين من كلامك أنكِ تعيشين بالكويت وزوجك يعيش في القاهرة ، وليس من حقي أن أسألك عن السبب، ولكن قد يكون حرص والديك على بقائك في الكويت هو جلوسك منذ زواجك معهم وقد تكوني البنت الكبرى فلم يعتادوا أن يتركهم أبنائهم، أو سبب آخر الله أعلم به.
فأقول لك: الآن وسائل التقنية قربت البعيد، فإذا سافرتِ إلى القاهرة لا تقاطعيهم بل كلميهم من فترة إلى فترة، ولا مانع من أن تجمعي في المكالمة بين الصوت والصورة (مكالمة فيديو).
أختي الكريمة:
قلتِ " مع العلم أن زوجي كان لديه وظيفة جيدة" وقلتِ " حيث إنه كان يملك وظيفة محترمة " كان تفيد الزمن الماضي فهل زوجك استقال من وظيفته أم أنه أخذ إجازة طويلة، أم أن عمله لا يتطلب تواجده في مكان العمل لأنك قلتِ "بقينا 6 أشهر مقيمين عند بيت أهلي" ولكنك عندما قلتِ " ومبشر بإذن الله في زيادة في الدخل" تبين أنه مازال في عمله.
لذلك أقول لك : كما يُقال في المثل عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة ، فيعمل الآن في عمله ولا مانع من أن يبحث عن عمل أفضل.
ولكن .. المشكلة التي واجهتك والتي جعلتك كما قلتِ " أنا فعلا نفسيا محتارة ومشتتة جدا ومهمومة وكذلك زوجي فهو نفسيا من سيء لأسوأ. "
هل قراركما عارض قرار والديكِ؟.. لذلك أنتِ الآن مشتتة وأعتقد أنكِ تتساءلين هل إذا ذهبت إلى القاهرة هل هذا عصيان لوالدي .
فأقول لك: اعلمي أن طاعتكِ لزوجكِ بعد زواجك مقدمة شرعاً على طاعة والديكِ ، مادام لم يأمرك بمعصية الله تعالى أو مخالفة شرعه، ولذلك لا تقدمي طاعة والديك على طاعته، مادام صاحب الحق .
أما بالنسبة لوالديكِ فاجلسي معهما، حتى تعرفي سبب رغبتهما في أن تعيشي بالكويت، فإذا عرف السبب بطل العجب.
أقنعيهما بطريقة هادئة بأنكم ستذهبون للقاهرة، وليس معنى ذهابكم هناك أنكم لن تبحثوا عن عمل أفضل، فالانترنت موجود وبإمكانه أن يُقدِّم عن طريقه، وقد يحصل زوجك على ترقية في وظيفته ويجد عملا أفضل.
أخيراً .. كما استشرتِ فاستخيري الله عز وجل ، فما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
أسأل الله أن يوفقك في حياتك ..
وأن يرزقك من خيري الدنيا والآخرة..
إنه سميع مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.