لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الدعوية » الدعوة والتجديد

24 - محرم - 1432 هـ:: 31 - ديسمبر - 2010

هل يمكن أن نستودع الأعمال التي نقوم بها لكن باسم الغير؟

السائلة:أم عمر

الإستشارة:بسمة أحمد السعدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذة: بسمة أدام الله بسمتك في طاعته
أريد أن أسأل نحن نستودع عند الله أشخاص وأشياء وخواتيم الأعمال والدين والأمانة
فهل ممكن أن يكون من ضمن الودائع التي نستودعها إياها جل شأنه "الأعمال التي نقوم بها ولكن تظهر باسم غيرنا أو حتى الأفكار"؟
أي نصبر أنفسنا ونواسيها بأنه إن ذهب مسمى الأعمال لغيرنا في الدنيا فلن تذهب في الآخرة ... ليس من أجل الشهرة بل لطلب ما عند الله والقرب منه.
الله يرفع درجتك ويحفظك
أختك ومحبتك في الله أم عمر

الإجابة

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بأختي أم عمر
بداية أرجو الله أن تكوني بخير من حال الدين والدنيا والآخرة
وبداية نقف على شرح الحديث من كتاب رياض الصالحين:
>>
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول للمسافر: (استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك)، وهذا الحديث العظيم معناه جميل جداً لمن يتدبره يقول صلى الله عليه وسلم: (أستودع الله) يعني: أجعل هذه الأشياء التي تخصك وديعة عند الله أي: أسأل الله وأدعوه أن يحافظ لك على هذه الأشياء كما يحافظ المودع الأمين على الوديعة التي عنده، ولله عز وجل المثل الأعلى. (أستودع الله دينك) يعني: ما أنت عليه من دين الإسلام والمعنى: أدعو الله ألا يضلك وأن تظل ثابتاً على هذا الدين. (وأمانتك) سواء كانت الأمانة مع الله أو مع الخلق، فأسأل الله عز وجل أن يحافظ لك على أمانتك جميعها فتؤدي التكاليف الشرعية ولا تضيعها، فتحافظ على الصلوات في وقتها، وتحافظ على صومك، وتحافظ على ما تؤديه من أمانة الله وكذلك أمانات الخل.، (وخواتيم عملك)، وفي الحديث: (الأعمال بالخواتيم)، فقد يكون الإنسان على عمل صالح وفي آخر حياته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)، والعياذ بالله. وقد يكون على عمل غير صالح وفي آخر حياته يسبق عليه كتاب الله فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، فكأنه يودع هذا الإنسان ويسأل من الله عز وجل أن يحافظ له على هذا العمل حتى يختم له به. فتدعو للإنسان المسافر وتوصيه بتقوى الله لأنه سيكون غريباً في بلاد أخرى لست فيها، وليس هناك من يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر؛ لذلك توصي الإنسان حين يسافر إلى مكان بقولك: اتق الله سبحانه وتعالى، واحذر الفتن، واحذر النساء، واحذر أهل الفسق وأهل الضلال، واحذر الكفار؛ فلعله يرجع ولعله لا يرجع فتدعو له بقولك: (استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك).
حين نتأمل الحديث بعمق وإيمان نجده يشمل كل شيء .. وثقي أن الله مطلع عالم بعملك ( وحقيقة هذه وحدها تكفيك ) ؛ فلو ظهر عملك باسم غيرك لأي سبب من الأسباب ولأي مبرر من مبررات البشر التي لا تنتهي .. فحسبك –أختي- أن الله حافظ عملك ..وسيظهره إن كان ينفعك إظهاره باسمك ..
أختي أم عمر : لا يضيع لك حق لا في هذه الدار ولا في دار القرار فقط تيقني بأن الرب معك ..وسيعينك .. ولن يتركك ولا عملك ..
أم عمر : الله جل علاه .. أنعم علينا وأظهر عزّنا وقد نكون قد طلبنا غيره في شأننا – هدانا الله لرضاه - ؛ فهل سيتركك إذا كان العمل له وللقرب منه ؟؟!!
لا وربي لا يكون ..
ومن باب الإيناس واليقين بالعاقبة أسرد لك موقفا شبيها: هناك أخت أعرفها ساعدت زميلة على إنجاز لوحة مدرسية .. ثم قامت الزميلة بنسبة العمل لها ..
أتدرين ما حدث؟؟
حين رأت المشرفة العمل؛ عرفت صاحبته لأنها كانت زميلة لها وتعرف مهارتها جيدا ..
قد تستنكرين الموقف !! لكني واثقة بأنه حق .. وأن الله يتكفل بشأن الصادقين –إن صدقوا-
جعلنا الله منهم وأقر أعيننا بما يرضيه .. وأحسن لنا عواقب الأمور كلها دقّها وجلّها ..
وفقك الله .. والسلام عليك

زيارات الإستشارة:6413 | استشارات المستشار: 386

استشارات متشابهة

الإستشارات النفسية

الإنسان يسير بقدر الله في هذه الحياة شاء أم أبى!

الاضطرابات النفسيه للراشدين

الطب البديل

استشارت الطب البديل

الإستشارات الدعوية

وسائل دعوية

استشارات إجتماعية

قضايا اجتماعية عامة