السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
استشارتي : تدينت وأنا عمري 16 سنة تقريبا والآن أنا عمري 22 ونسأل الله الثبات ولكن في بداية التزامي كنت مندفعة كثيرا ولا أملك من العلم الشرعي الكثير، كما أن بيئتي كانت ضدي وكانت صعبة جدا، هذا فضلا عن أنني لم أجد من يعينني ويقف في جانبي في تلك الفترة، خصوصا وأنني في سن مراهقة وبنت وحيدة بين أهلي فلم يكن لدي من يفهمني.
المهم في تلك الفترة كنت أستمع لأي شريط ديني وأقرأ أي كتاب ديني، و والله أنه كان يمر علي كتبا صعبة عرفت بعدها أنها للمتقدمين من العلماء وألزمت نفسي ذلك الوقت لقراءتها وفهمها مع أنها كانت صعبة ولكن وقتها لم أجد من يفقهني غير الكتب.
استمريت على هذا الحال، وأخذت أجبر نفسي على الالتزام في الملبس رغم معارضة أهلي الشديدة لي فارتديت العباءة رغبة فيها وحبا لها، واستشعرت لذة الستر والطاعة، ولكنني في إحدى المرات استمعت لشريط كان الشيخ فيه - هداه الله - منفعلا كثيرا ويتحدث بقسوة ويصور النساء بصورة ليست حسنة ويتكلم بأسلوب قاس جدا ويقول أن المرأة يجب ألا يبدو منها شيئا ولا شعرة ولا حتى ظفرها، وأنا كنت أخاف من هذه النوعيات من الدعاة كثيرا فهم قاسون في أسلوبهم وينفرون.
المهم أنا لا أجادل في الأحكام الشرعية فإذا سمعت أن هذا حراما انتهيت عنه ولو كنت أحبه فأقول سمعنا وأطعنا، المهم ارتديت النقاب خوفا من هذا الشريط وكنت حينها عمري 17 سنة، وبكيت كثيرا حتى وافق أبي على ارتدائه..
تخرجت من المرحلة الثانوية وكان تخصصي علمي ومعدلي عال جدا وكانت كل الكليات فاتحة لي أبوابها، فكلية الطب تقبلني قبولا فوريا والهندسة وكل الكليات، إلا أنني وبرغبة مني وإصرار اتجهت إلى كلية الشريعة لحاجتي الشديدة للعلم الشرعي، فقلت في نفسي طالما أنه ليس هناك من يعلمني فأنا بحاجة أن أحصل على قدر من المعلم أستطيع من خلاله أن أفقه نفسي وأن أعلم ما أفعل وما لا أفعل، وذهبت وصبرت على انتقادات الأقربين قبل البعيدين لذهابي لكلية الشريعة، ودرست وتعلمت ولله الحمد وأنني أعتبر العلم الشرعي نعمة عظيمة من المنان.
المهم عندما درست في الكلية بحثت في مسألة تغطية الوجه وكان كل مشايخي الذين درست عندهم لا يرون بوجوبه، وقرأت الخلاف وحللت المسألة واقتنعت بكلامهم، ومن ثم علمت أنه ليس من الواجب على الشيخ أن يجبر الإنسان بالرأي الذي يرى به إن كانت المسألة خلافية، وأنا أخذت هذا الرأي بعدما درست المسألة دراسة تفصيلية، وإنا الآن أواجه الكثير من المصاعب بلبسي للنقاب، وأني لو كنت تريثت قليلا لأخذت بالقول الذي رشحته، ولكنني الآن قد ارتديته وانتهى الأمر، ولكنني نادمة على تسرعي كثيرا. قولوا لي ماذا أفعل ؟ وشوروا علي بحل.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فهنيئاً لك رجوعك إلى الله تعالى وتوبتك واهتمامك بالدين، وهنيئاً لك هذا الحماس والرغبة الصادقة في طلب العلم الشرعي، وهنيئاً لك ما حصلت من الأجور العظيمة على ما أصابك من أذى ومضايقة بسبب توبتك وحجابك وطلبك للعلم الشرعي بإذن الله تعالى.
والذي أرى لك أن تفعلي هو أن تبقي على حجابك بما في ذلك تغطية الوجه، وذلك لأمور:
أولاً: إنّ جميع العلماء متفقين على مشروعيته، إلا أن منهم من أوجبه ومنهم من استحبه، ولا أعلم أحداً قال بإباحته، فأنت عندما تغطين وجهك مأجورة اتفاقاً وإذا أخرجت وجهك لا حرج عليك عند من قال باستحبابه، وأنت آثمة عند من قال بوجوبه.
ثانياً: أنت قد عُرفتك بتمسك وقمت بتغطية وجهك في بداية تدينك عن قناعة، وبعد أن منّ الله عليك بالتوسع في طلب العلم والاطلاع على الأقوال، فينبغي أن تكوني أكثر تمسكاً وورعاً وبعداً عن المحرمات، فتستمري على ما أنت، ولو لم تعتقدي وجوبه ورعاً وبعداً عن الشبهات.
ثالثاً: إن القول بوجوب تغطية الوجه للمرأة هو الصحيح وأدلته محكمة، وأدلة القول الآخر محتملة ومؤولة، وهو الذي درج عليه المسلمون من السلف إلى أن طال كثيراً من بلاد الإسلام الاستعمار والتغريب والدعوة إلى التبرج، فصارت المرأة المغطية لوجهها غريبة بين المسلمين، وبسط الأدلة على ذلك والإجابة عن أدلة المخالفين لا تتسع له هذه الإجابة ولو لم يكن فيها إلا قوله تعالى: "وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن" فكان كافياً، فالرجل إذا أراد أن يتحدث مع المرأة الأجنبية لحاجة فليكن من وراء حجاب، وفي ذلك طهارة لقلب الرجل والمرأة. وتعليل الحكم بطهارة القلوب مما يبين عمومه للنساء جميعاً، قالت عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك: "فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الزكواني من وراء الجيش، فادلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت" وفي رواية "فسرت وجهي عنه بجلبابي" (الحديث أخرجه البخاري 1441 ومسلم 2770) فهذا الكلام من عائشة صريح في أن تغطية الوجه هي من الحجاب الذي أمر الله به النساء.
وبودي أن السائلة تراجع أدلة من أوجب تغطية الوجه ككتاب "عودة الحجاب للمقدم، وبحث الدلائل المحكمة" للطف لله خوجه (منشور على موقع الإسلام اليوم) وكما أنها سمعت من مشائخها الذين يرون عدم الوجوب، فلتسمع لمن قال بالوجوب ولتقرأ وتتأمل، أقصد الأدلة العلمية لا المواعظ الحماسية التي قد تؤدي إلى آثار عكسية، ونحن إذا نوجب ذلك لأن هذا هو مقتضى الأدلة الشرعية كما سبق، وهي واجبة الإتباع من الجميع، ولا يعني ذلك أننا نوجب على من رأى عدم الوجوب بخلاف ما يعتقد لأدلة رآها، والمسألة الخلاف فيها معروف، فليتك أختي بقيت على حجابك ولو خروجاً من الخلاف فقط.
رابعاً: إن تغطية الوجه للمرأة عند الرجال الأجانب فيه الحياء للمرأة قطع دابر الفتنة، وهي مطلوبة شرعاً، بل قد اتفق العلماء أنه مع الفتنة فإنه يجب تغطية الوجه.
خامساً: ما ذكرت أنك تواجهين المصاعب بلبس النقاب يجاب عنه بأنك تجاوزت ما هو أصعب منها في بداية تدينك وصغر سنك وقلة علمك، ومع ذلك استطعت تخطيها بنجاح والحمد لله، وأنت إن شاء الله تعالى تستطيعين تخطي هذا المصاعب، وأنت في بلد أهله مسلمون وينتشر فيه حجاب الوجه والحمد لله، فكوني على حجابك وسيري على بركة الله. وفقك الله وسدد خطاك وزادك علماً وهدى وتوفيقاً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
السلام عليكمrnابني يبلغ من العمر سبع سنوات ولكن ألاحظ عليه بعض...
المزيدالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..rnأنا في قسم الشريعة و قبل ما...
المزيدالسلام عليكم..rnإلى موقع لها أون لاين والمستشارين فيه والقائمين...
المزيدالسلام عليكم... rnعندي استشارة عن تصرف يقوم به ابني البكر عمرة...
المزيدالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..rn كيف أتخلص من عادة التدخين...
المزيدبسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أنا عمري 17 , يوم كنت صغيرة...
المزيدالسلام عليكم ورحمة الله..rnعندي مشكلتان..rn الأولى: عندي 3 أبناء،...
المزيدالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أودّ أن أستشيركم...
السلام عليكم ورحمة الله
أنا إنسانة قبل الزواج كانت لي علاقة...
أبعث إليكم برسالتي هذه راجية من المولى أن أجد لديكم، ليس حلا؛...
المزيد